صغيرات ولكن للكاتبة ليل أحمد
بعنوان/صغِيرَات ولَكن..
كُلنا عِبارة عَن تِلك الثغرَات البسيطة، كُل الترَاكمات والذكريَات جَيدة أم سَيئة نحنُ مُكَونُون مِنها، تفَاصيل فِي أيَامِنا هي التِي شكَلت الفَارق الكبير هَذا في شخصيتنَا، الكَلمة التِي عكَرت مِزاجُنا فِي نِصفَ اليَوم بِرغم أنهُ كَان هَادئ، وليسَ هُناك أي بَوادر لِلحزن، ولَكن هي خَرجت مفاجأة مِن أحدَهُم خرَبت بَقيَة يَومُك، والفعل الصَغير الذِي لَا يَهُم أن تُبالِي لَهُ، ولَكن أنتَ لَم تستَطع التَوقُف عَن التفكِير بِه، وقلبَ أيامك رأسًا علىٰ عقب.
والكلمة التِي قِيلَت لكَ فِالصباح من شخص تحبه، ورُبما كنتَ مُستيْقظ مُشوش ولَا تَشعر بِالأرتياح، ولَكن جعَلت قلبُك يترَاقص فرحًا، ويأتِي ذهابًا وإيابًا بِداخلك مِن شِدة تأثِير الكَلمة عَليك، ترحيب صديقك بعد غياب طويل، أو سؤال من محبوب لك يطمئن به عليك، ملاحظة شخص ما لغيابك ويأتي لك متسائلاً: أين أنت وأين أراضيك.
أتذكرُ أنِي أتَت عليَ فترة لَا أُحادِثُ بِها أحد لَا قَرِيب ولَا بعِيد، وعِندي صَديقة عَزيزة علىٰ قَلبي عِزَّة شَديدة، ودَخلتْ لِي بِكل لهفة فِي المُحَادثه قَائلة: هل أنتِ بِخير، لن أكذب ولَكن حقيقةً أصبحتُ بِخير بَعدهَا، هَذا السُؤال يَكُون عِبارة عن عِناق مِن بعيد، ويَكَون خَارج بِكلِ دِفئ مِن أشخَاص مُعينة جميلة مِن الدَاخل، كُل هَذه الأمُور الصَغِيرة كَانت تَنحتُ فِي قَلبي وعَقلي إبتسَامة وشعُور بِالأمان.
لَم تَتوقف تفَاصِيلَنا المَرِحه علىٰ مَن حَولَنا، بل نَحنُ دَعمنا أنفُسِنَا بِعادات صَغيرة، رَرمنَا أروَاحِنا بِها، وخرَجت تنهِيدة طَوِيلة بَعد شُعور أننَا أرتوينَا بعدَ ظَمأ، كَانت لحظَات تفكِيرنا فِي أنفُسِنا بِطرق إيجَابية تُرقِي الرُوح أكثَر فأكثر، كُنا نَشعُر بِلطف الهوَاء فِي الخَامسة فجرًا وكأنهُ يُؤنس وِحدَتنا، ودِفئ الشمسِ فِالصبَاح وتسَلسُل نُورِها بِداخِلنَا، وكُوب مَشروبنا المُفضل الذِي كَان صَديق لنَا دائمًا، وعِناق جَدتي فِي أخر اللَّيل قبلَ نَومي كَان الكَون ومَا فيهَا بالفعل، سأظِل مَمنُونة لِهذَا اللَّحظات التِي مُجرد ذِكرهَا أو حتىٰ تَخيلُها تَدُب فينَا الحياة والحُب المفقُود مِن هَذه الدنيَا، سَأظل أتفَاخر بِكوني مُحِبة لِهذه التفَاصيل، وعِندي مَخزُون مِنها يَرسُم إبتسَامة حَنِين وحُب لهَا، إنهَا التفَاصِيل التِي بُنيت آفَاقنا مِنها وامتلَئت مِنها قلُوبنا بِالمُؤلم والجمِيل .